WWESIM
قصة سيدنا ادم عليه السلام 893175227
WWESIM
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

WWESIM

منتدى قروب المصارعة group1310693@groupsim.com
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» موقع .......................................................................... wwe.........
قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالإثنين مايو 23, 2011 8:44 am من طرف let's go cena

»  best flying finishers in wwe
قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالإثنين مايو 23, 2011 8:32 am من طرف let's go cena

» over the limet 2011
قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالإثنين مايو 23, 2011 6:18 am من طرف let's go cena

» تحميل رسل مانيا 27
قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالأحد مايو 22, 2011 3:44 pm من طرف let's go cena

» افضل 10 فرق زوجية في تاريخ WWE
قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالأحد مايو 22, 2011 3:30 pm من طرف let's go cena

» من اقوى مصارع بين جون مورسون و دولف
قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالأحد مايو 22, 2011 3:24 pm من طرف let's go cena

» الرجاء تغيير...
قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالأحد مايو 22, 2011 3:17 pm من طرف let's go cena

» اقوى مباريات المصارعة الحرة wwe , raw
قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالأحد مايو 22, 2011 2:11 pm من طرف let's go cena

» اكبر موضوع يضم معلومات عن بعض المصارعين
قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالسبت مايو 21, 2011 8:49 pm من طرف let's go cena


 

 قصة سيدنا ادم عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فالك طيب
بطل القارة
بطل القارة
فالك طيب


المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 28

قصة سيدنا ادم عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: قصة سيدنا ادم عليه السلام   قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 11, 2010 8:40 pm

قصة سيدنا آدم ((من ولادته إلى دفنه على يد الملائكه ))



نبذة:أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.

سيرته:

خلق آدم عليه السلام:

أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).

ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !

هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).

وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .

أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.

جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟

سجود الملائكة لآدم:

من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .

أما كيف كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً..

فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .

قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)

هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .

وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .

فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .

تعليم آدم الأسماء:

ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .

أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.

إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.

سكن آدم وحواء في الجنة:

كان آدم يحس الوحدة.. فخلق الله حواء من أحد منه، فسمّاها آدم حواء. وأسكنهما الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.

لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواء كثيرا. وكان الله قد سمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) .

تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرة الخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة.

ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.

لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.

هبوط آدم وحواء إلى الأرض:

وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.

يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.

هابيل وقابيل:

لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.

كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)

لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:

إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)

انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.

اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.

قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.

موت آدم عليه السلام:

وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.

وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فالك طيب
بطل القارة
بطل القارة
فالك طيب


المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 28

قصة سيدنا ادم عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: « قصة سيّدنا صالح عليه السّلام »   قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 11, 2010 8:43 pm

« قصة سيّدنا صالح عليه السّلام »

في سنة 9 من الهجرة.. كانَ الجيشُ الإسلاميّ بقيادة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وآله يُواصلُ زَحفَهُ باتّجاهِ منطقةِ تَبُوك، وذلك لمواجهةِ حُشودِ الرُّومانِ العسكرية في شَمالِ شِبهِ الجزيرةِ العربية.
كانت الرِّحلةُ شاقّة جداً.. وكان جنودُ الإسلام يَشعُرونَ بالتَّعبِ والظَّمأ... مِن أجل هذا أمَرَ سيّدُنا محمّد صلّى الله عليه وآله بالتوقّفِ في « وادي القرى » قريباً من منطقةِ تَبُوك.
عَسْكرَ الجيشُ الإسلاميّ قربَ الجِبال، وكانت هناك منطقةٌ أثريّة وخرائبُ وآبارٌ للمياه.
تساءلَ البعضُ عن هذه الآثار، فقيل إنها تَعود إلى قبيلةِ ثَمود التي كانت تَقطِنُ في هذا المكان.
نهى سيّدُنا محمّد صلّى الله عليه وآله المسلمينَ عن شربِ مياهِ تلك الآبار، دَلّهم على عَينٍ قُربَ الجبال... وقالَ لهم إنها العَينُ التي كانت ناقةُ صالح تَشرَبُ منها.
حَذّرَ رسولُ الله محمّد صلّى الله عليه وآله جنودَه من دخولِ تلك الآثار إلاّ للاعتبار من مصيرِ تلك القبييلةِ التي حَلَّت بها اللعنةُ فأصبحت أثراً بَعدَ عَيْن.
فمَن هي قبيلةُ ثَمود ؟ وما هي قصةُ سيّدنا صالح عليه السّلام ؟
في تلك الوِديانِ الفسيحةِ التي تُدعى « وادي القرى » في شَمالِ شبهِ جزيرةِ العرب وفي عصورِ ما قبلَ التاريخ عاشت قبيلةُ ثَمود.
وقبيلةُ ثَمود من القبائل العربية البائدة التي لم يَرِد لها ذِكرٌ في التاريخ الانساني... سوى ما وَرَد من قصّتهم في القرآن الكريم أو في أحاديث سيّدنا محمد صلّى الله عليه وآله.


* * *

ظَهَرت هذه القبيلةُ بعد أن بادَت قبائلُ عادٍ في وادي الأحقاف.
اشتَغل أهلُها بالزراعة، يَحفرون الآبارَ ويَحرِثون الحُقول، ويَنحِتُون بيوتَهم في قلبِ الجبال.. وكانت مَواشيهم ترعى في المُروج بسلام. فازدهرت بساتينُهم ومزارعُهم وأصبحت مُحمّلةً بالثمار.
هكذا كانت تعيش قبيلةُ ثَمود.
وبدلَ أن يَشكُروا الله ويَعبُدوه... طغى الأثرياءُ والمُترَفونَ، واتَّجه أفرادُ تلك القبيلةِ إلى عبادةِ الأوثان مِن دُونِ الله.
وفي تلك الفترة عاشَ سيّدنا صالح عليه السّلام. كان إنساناً طيّباً وحكيماً. وكان الناسُ يُحبّونه كثيراً لِما عُرِف عنه من الخِصال الحَميدة والصفات الحَسَنة... وكانَ بعضُ أفرادِ القبيلة يفكّرونَ بأنّ صالحاً سيكون له شأنٌ ومنزلة، وربّما سَيَرأس قبيلةَ ثَمود القويّة.
اللهُ سبحانه اختارَ سيّدَنا صالح ليكونَ رسولاً إلى قبيلتِه، لينهى الناسَ عن عبادةِ الأوثان ويعبدوا الله وحدَه.
سيّدنا صالح كان يَعرِفُ أنّ عبادةَ الأوثان مُتأصِّلة في قلوبهم؛ لأنها عبادةُ الآباءِ والأجداد.. وكان يَعرِفُ أنّ زُعَماءَ القبيلةِ أُناسٌ مُفسِدون لا يُحبّون الخير... وهم يَبطِشون بكلِّ مَن يدعو الناسَ إلى الانصرافِ عن عبادةِ الأصنام.
ولكن سيّدنا صالح عليه السّلام هو نبيُّ الله ورسولُه وهو لا يخاف أحداً غير الله عزّوجلّ.
لهذا أعلَنَ سيّدُنا صالح دعوتَهُ وبَشّر برسالته، ومِن هُنا بدأ الصراع.
بدأ الخيرُ صراعَهُ ضدَّ الشرّ، وبدأ النبيُّ المؤمنُ صراعَهُ ضدَّ الأشرارِ الكافرين.
وكان في قبيلةِ ثَمود تِسعةُ رجالٍ أقوياء، وكانوا جميعاً يُفسِدون في الأرضِ ولا يُصلِحون.
كانوا يَكرَهونَ الخَير ويَميلون إلى الشرّ.


الصخرةُ المقدّسة
ذاتَ يومٍ.. ذهبَ أفرادُ القبيلةِ إلى صخرةٍ كبيرة في الجبل كانوا يَعبُدونها منذ زمنٍ بعيد.. الأطفالُ كانوا يشاهدونَ آباءهم يعبدونَ تلك الصخرةَ فعَبَدوها مِثلَهُم.. وعندما كَبروا ظلّوا يعبدونها أيضاً.
الصخرةُ أصبحت مقدّسةً لدى القبيلة.. الناسُ يَذبَحونَ عندها الخِراف.. ويُقدّمون لها القَرابين، ويَطلبون منها الرزقَ والبركة!!
ورأى صالح عليه السّلام ما يفعلُ قومُه، فحزَنَ من أجلهم.. لهذا ذهبَ إليهم عند الصخرةِ المقدّسة!!
قالَ لهم سيّدُنا صالح: يا قوم، اعبُدوا الله، ما لَكُم من إلهٍ غيرِه.
قالَ بعضُهم: كيف نَعبدُه وحدَه ؟!
قال صالح عليه السّلام: لأنّه هو الذي خَلَقَكُم وهو الذي يَرزُقُكم.
قالوا: إن الله بَعيدٌ عنّا ونحن لا نَستطيعُ أن نَسأله.. لهذا فنحن نعبدُ بعضَ مخلوقاتهِ الشريفة.. وهو قد فَوّضَها أمرَنا، فنحن نتقرّبُ إليها حتّى يَرضى عنا.
قالَ صالح عليه السّلام بحزنٍ: يا قوم، إنّ الله هو الذي أنشأكُم وهو الذي أرسَلَني إليكُم لِتَعبُدوه وحدَه ولا تُشرِكوا بعبادتهِ أحَداً..
يا قوم، استغفِروا ربَّكُم ثُمَّ تُوبوا إليه إن ربّي قريبٌ مُجيب.
قالوا: « يا صالحُ قد كُنتَ فينا مَرْجُوّاً ».. كنا نأمَلُ أن نُفيدَ مِن عقلِك وحِكمتِك.. وها أنت تأتينا بالأعاجيب.. كيف تَدْعونا أن نَترُكَ الآلهة.. كيف تَدْعونا إلى أن نَترُكَ ما كانَ يَعبُدُ آباؤنا وأجدادُنا ؟!
لقد أصبَحنا نَشُكُّ في أمرك.. لقد جُنِنتَ يا صالح!!
قالَ صالح عليه السّلام: لقد أرسَلَني الله إليكم لتعبدوه، وأنا لا أطلبُ على ذلك أجراً من أحدٍ ولا أعبُدُ أحداً إلاّ الله الذي خَلَقني.
قالوا: إذا كنتَ حقّاً رسولاً مِن الله تَستطَيعُ أن تُخرِجَ لنا مِن قلبِ هذه الصخرةِ الصمّاءِ ناقةً عَشْراء.
قال لهم النبيُّ صالح عليه السّلام: إنّ الله قادرٌ على كل شيء وهو الذي خَلَقنا جميعاً من هذا التراب.
قالوا: إنّا لا نؤمنُ برسالتِك حتى تُخرِج لنا ناقةً من قلبِ هذه الصخرة.
وصاحَ بعضُهم: نعم... وأن تكونَ عَشْراء..
أيْ في بَطنِها حَمل.
قالَ سيّدُنا صالح: سأدعو الله، فإذا فَعَل ذلك فهل تُوحّدون الله وتؤمنون بأني رسولٌ منه إليكم ؟
قالوا: نعم يا صالح، فمتى المَوعد ؟
قال لهم صالح عليه السّلام: غداً في هذا المكان.


هذه ناقةُ الله
معَ أوّلِ خيوطِ الفجر.. انطلَقَ صالحٌ صوبَ الجبلِ، حيث تُوجَدُ الصخرة الكبيرة.
إنّ ما سيفعلُه صالح عليه السّلام ليس أمراً سهلاً!! كيف يُمكن للجبلِ أن يَتمَخَّض عن ناقة ؟!
كيف يُمكن لهذه الصخرةِ الصمّاءِ أن تَتَشقَّقَ فتَخرُجَ منها ناقةٌ عَشراء ؟!
اجتَمَعت قبيلةُ ثَمود بأسرها عند الجبل... كان بعضُهم يُشكِّك، وكانَ بعضٌ ينظر إلى الجبل، وآخرون كانوا يُراقبون ما يفعله صالح من بعيد.
رأوَا صالحاً ينظرُ إلى السماء الزرقاء، ويُتَمتِمُ بكلماتٍ، كان ينظر بخشوعٍ وضَراعة، وكانوا يَرَون يدَيه تُشيرانِ إلى الجبلِ وإلى قبيلةِ ثمود.
أدركوا أنّ صالحاً يتضرّع إلى ربِّه يطلبُ منه آيةً على صِدقِ رسالته.
كان يطلب شيئاً عجيباً! يطلب ناقةً عشراء، أي مضى على حَملِها عشرةُ أشهُر تَخرُج من قلب الجبل...
سَيطَرت رهبةُ المكان على الجُموع وهي تُراقب صالحاً وتنظر إلى الجبل بصخوره الصمّاء.
جَثا سيّدنا صالح، ودَمِعَت عَيناهُ وهو يَطلبُ آيةً من ربّه، فلعلّ قومَه يَهتدون... يَعودون إلى فِطرتِهم فيعبدون الله وحده.
فجأة نهَضَ صالح، وأشار بإصبعه إلى نقطةٍ في الجبل..
سَمِع أفراد القبيلة جميعُهم صوتاً مَهيباً... صوتاً يُشبه تَشقُّقَ الصُّخور.. كان الصوتُ قويّاً مُدَوّياً.
تساقَطَت بعضُ الصخور إلى أسفلِ الوادي... ومِن بين الغُبار الخفيف ظهَرَت ناقةٌ جميلةٌ رائعة.
كانت ناقةً عَشراء حقّاً..
الناقةُ كانت وديعةً جدّاً يُحبّها المرء لأوّل نظرة.
سَجَدَ سيّدُنا صالح لله شُكراً وتعظيماً... إنها قدرةُ الله المُطلَقةُ التي تقول للشيء: كن، فيكون.
طأطأ أفرادُ القبيلةِ رؤوسَهُم إجلالاً، وسَجَدَ بعضُهم لله..
ها هُم يَرَونَ آيةً عظيمة.. أمامَ أعيُنِهم.. إنّ ما قاله صالح هو الحقّ.. إنّ الله واحدٌ لا شريكَ له.
كانوا قليلين، ولكنّ إيمانَهم كانَ إيماناً ثابتاً ثباتَ الجبل الذي خَرجَت من قلبه الناقة.
كلُّ أفرادِ القبيلة كانوا يَنظُرونَ بانبهارٍ إلى تلك المعجزة..
أصبَحَت الناقةُ رمَزاً لرسالةِ صالح.
أصبَحَت رمزاً للتوحيدِ في مُقابِل الوَثَنيّة.


الفَصيلُ الصَّغيرُ
مَرَّت ثلاثةُ أيام وأنجَبَت الناقةُ فَصيلاً جَميلاً محبوباً..
كان يُرافِقُ أُمّه دائماً يَلعَبُ قُربَها في وَداعةٍ، وكانت أُمّه ترعاه بِحَنان..
أصبَحَت الناقةُ وفَصيلُها الوديعُ رَمزاً للمحبّة والرحمة.
كلمّا شاهَدَها أحدٌ قال: هذه ناقةُ صالح.
ولكنّ سيّدنا صالحاً قالَ لهم: هذه ناقةُ الله... إنّها آيةُ السماء.. وإيّاكم أن تُؤذوها أو تمَسُّوها بِسُوءٍ، سوف تَحِلُّ بكم لعنةُ الله إذا فَعَلتم ذلك.
وتَمُرّ الأيّامُ والناقةُ تعيشُ في تلك الوديانِ الفسيحةِ.. تأكُل من أعشابِ الوادي، وتقصد بعضَ العُيونِ فتشرب الماء وتَرتَوي..
كانت تَهَبُ اللبنَ لكلّ النّاس... وكان لَبَنُها طيّباً مُبارَكاً.


الصِّراع
أصبَحَت قبيلةُ ثمود جَبهتَينِ مُتَصارعتَين.
جبهة الإيمان، وجبهة الأوثان..
في كلِّ يوم كانَ الكفّارُ يؤذون المؤمنينَ، يَسخَرونَ من إيمانهم، يقولون لهم: هل حَقّاً أنّكم تُؤمنون بأنّ صالحاً رسولٌ من الله ؟!
وكانَ المؤمنونَ يقولون: نعم إنّنا نؤمن برسالتهِ وبما جاء به من عند الله ولا نعبد غير الله.
عندها يقول الكافرون بعناد: إنّنا بما آمنتم به كافرون!
كانوا يُعلنون بصراحةٍ كُفرَهُم برسالةِ الله.
كانوا أثرياءَ أبطَرَتْهُمُ النعمةُ.. كانوا يتَصوّرون أنّهم أقوياء جداً.
وكان أكثرَهُم كُفراً تِسعَةُ رجالٍ قُساةِ القُلوب.. ليس في نُفوسِهِم رحمةٌ لأحد..
لا يعرفون شيئاً سوى مَصالحهم.. أدركوا أنّ صالحاً سيكونُ خَطَراً على نُفوذِهم.. لهذا حَقَدوا عليه.
حَقَدوا على الناقة؛ لأنها أصبَحَت رمزاً لنبوّة صالح وصدقِ رسالته.


المؤامرة
ذاتَ ليلةٍ وبعد أن نامَ الناسُ.. اجتمَعَ أولئك الرجالُ التسعةُ.. راحوا يأكلون الطَّعام بِشَراهَة... أكلَوا حتى امتلأت بُطونُهم.
ثمّ راحُوا يَشربونَ الخمرَ حتى سَكِروا.. أصبَحَت عيونُهم حمراء... كانوا يَتحدّثون عن شيء واحد، هو خَطَرُ النبيّ صالح..
تساءلوا: ماذا نفعل ؟ كيف نتخلّصُ من صالح ؟
قالَ أحدُهم: الأفضلُ أن نتخلّص من ناقته.
قالَ آخر: نَعَم، نَقتلُها، إنها الدَّليلُ على رسالتهِ... وعندما نَقتُلها سيكونُ ضَعيفاً أمامنا..
قالَ ثالث: ونَقتلُه هو الآخر.
وقالَ الرابعُ: ومَن الذي يَقتلُها ؟
الرجلُ الخامسُ قالَ: نَعَم، مَن الذي يستطيعُ قَتلَها ؟
قالَ الرجلُ السادس: أنا أعرفُ من يُمكِنهُ قَتلُها.
سألَ الرجلُ السابعُ: مَن هو ؟
تساءل الجميعُ: مَن هو ؟
قالَ الرجلُ: إنه قِيدارُ الشَّقيّ.
صاحَ الجميعُ: نَعَم، قِيدارُ الذي لا يَرحَمُ أحداً.


الجريمة
بَرقت العيونُ بالغدرِ والجريمة والقتل.. وخرجَ أحدُهم ليستدعي قيدارَ الشَّقي.
كانَ الوقتُ بعد مُنتَصفِ الليل.. وجاء قيدارُ يحملُ معه سيفَ الغدر..
سَكِرَ قيدارُ واحْمَرّت عَيناه.. كان هو الآخر يَحقِدُ على الناقة.. إنّها رمزُ الخير وهو يَكره الخير.. كان مخلوقاً شَقيّاً شرّيراً، والشرّيرُ لا يُحبّ الخير..
وعندما أغرَوهُ بالمالِ نهَضَ لينفّذَ جريمتَه.
قالَ المتآمرونَ: إلى أين يا قيدار ؟
قالَ قيدار: سأقتُلُها الليلة.
قالَ الرجالُ التسعةُ المُفسِدون: كلاّ انتظرْ حتى يطلعَ الفجر.. وعندما تذهبُ الناقة إلى الينبوعِ فإنّك تستطيعُ قَتلَها بسهولة.
طَلَع الفجرُ.. وكان قيدارُ الشّقيُّ قد أمضى الليلَ كلّه يسَكر ويُعَربِد.
أصبَح وجهُه مَخيفاً.. أصبحَ أكثرَ حُمرةً، وكانت عُروقُ وجههِ زرقاءَ فأصبح وجهَه مُرعِباً.. لو رآه إنسانٌ في تلك الحالةِ لَعَرف أن قيدار سَيَرتكبُ جريمة!
استَيقظَت الناقةُ، واستيقَظ فَصيلُها الوديعُ.. وانطَلَقا إلى النَّبعِ ليشرَبا الماء..
كان الفصيلُ سعيداً يَمرَح.. وكانت الشمسُ قد أشرَقَت قليلاً، فبَدَت المُروجُ الخُضرُ مَلاعِبَ جميلة.
كان فَصيلُ الناقة يُحبُّ اللعبَ في تلك المُروجِ الخضراء، وكانت أمّه تأخُذه إلى هناك كلَّ صباح..
ولكنْ ماذا حَدَث ذلك الصباح ؟ لماذا لم يَذهَبِ الفَصيلُ الصغيرُ ليلعب ؟
ماذا يرى ؟!
شَعَر بالخوف.. نَعَم، لقد ظَهَر قيدارُ الشَّقيُّ بوجهِه المُخيف.. ظَهَر فجأةً واعترَضَ طريقَهُما.
كانَ في يَدِه سيفٌ... أرادت الأُمُّ ان تبتَعد، ولكن قيدار بادَرَها بضربةٍ غادرة.. هَوَتِ الناقةُ المسكينةُ فوق الأرض.
وعاجَلَها قيدارُ ليطعنها في رَقَبتها... كانت تَنظُر بحزنٍ إلى فَصيلها... تُريدُ أن تَقول له: أُنْجُ بنفسِك. كانَ الفَصيلُ خائفاً مذعوراً فَرّ باتّجاه الجبل.
جاء الرجالُ التسعةُ وراحوا يَطعنونَ الناقَة بالسكاكين والخناجر.. وراحت الدِّماءُ تَسيل، تُلوّنُ الأرضَ وتصبغُ الصُّخور.


الطفولة البريئة
لَم يَكْتَفِ المجرمونَ من قبيلةِ ثمود بما فَعَلوه... كانت أيديهم مُلطَّخةً بدماء الناقةِ البَريئة.. وراحَ الوَثَنيّون يَتخَطّفون لَحمَها مثلَ الذّئاب المُتَوحِّشة..
لَم يَكتفوا بذلك، وراحوا يُطاردون الفَصيل الصغير. كان ما يزال طفلاً.. كان خائفاً مذعوراً.. راح يَتَسلّقُ صُخورَ الجبل.
كانَ يبحثُ عن مَلجأ من هذهِ الوحوِش التي تُطارده... وحوشٌ أشرَسُ من الذئاب.
وقَفَ طفلُ الناقةِ الصغير فوق قِمّةِ الجبل ينظرُ إلى أُمّه التي مَزَّقتها السكاكين، وينظر إلى المُجرمين بأيديهم الخناجرُ وهم يَتَسلّقون الجبلَ لقتله.
لم يكن هناكَ من طريقٍ للنجاة... نَظَر إلى السماء وَرَغا.. رَغا ثلاثَ مرّاتٍ قبل أن يَطعنَهُ أحدُ الوثنيّين بسكّينٍ حادّة..
وقَع الفصيلُ الصغيرُ فوق الصخور.. ونَزَفت دِماؤه لِتصبَغَ الصخورَ بلونٍ أحمرَ رائق.
انهالَ عليهِ المجرمونَ بالسَّكاكينِ الحادّةِ ومَزَّقوه بوحشيّة. حتّى الذئابُ كانت أرحمَ من أولئك القتلةِ الكافرين.
الانتقام الإلهي
استَيقَظ سيّدنا صالح والمؤمنون على هَوْلِ الجريمة... ومضى صالح والذين آمنوا ليشاهدوا ما حَلّ بناقةِ الله.
لَم يَجِدوا سِوى الدماءِ تُلوّن الأرضَ وقمّةَ الجبل..
ظَهَرت غيومٌ سَوداء في الأُفق.. وأصبَحَ الجوُّ مَشحوناً بالخَطَر.
فَرَّت كلُّ الأشياءِ الجميلة.. فهؤلاء الأشرارُ لا يُحِبّونَ الخيرَ.. قَتَلوا حيواناً وديعاً يَهَبهُم اللَّبنَ كلَّ يوم..
قَتَلوا الناقةَ؛ لأنها آيةُ الله والدليلُ على صدقِ رسالةِ صالح.
قالَ سيّدنا صالح لهم: تَمَتَّعوا في داركم ثلاثةَ أيّام فقط.. لَسَوف يَحِلُّ بِكمُ العذابُ لأنّكم قومٌ ظالمون... تَكفُرونَ برسالةِ اللهِ وتَقتلونَ ناقةَ اللهِ ولا تُحبّون الخير.
لَم يَعتذر أهلُ ثمود.. لم يَتُوبوا بل فَكّروا أيضاً بقتلِ سيّدنا صالح.. فكّروا بقتلِ أُسرته أيضاً.
مرّةً أخرى اجتَمعوا وقرّروا أن يُهاجِموا منزلَ صالح ليقتلوه هو الآخر، وبعدها يُمكِنهُم قَهرُ المؤمنينَ المُستضعَفين..
ولكنْ ماذا حصل ؟
قبلَ أن يُنفّذوا جريمتَهم الأُخرى حَدَث شيءٌ رَهيب.. كانَت الغيومُ السوداءُ تَتجمّعُ في السماء.. حَجَبَت النجومَ والقمرَ والكواكبَ، وغَرَقت الوِديانُ والجبالُ في ظُلمةٍ كثيفة.
وفي منتصفِ تلك الليلة..
إنقَضَّتْ صاعقةٌ سماويّةٌ جبّارة دَمَّرت قبيلةَ ثَمود.. فقد استَيقَظَ الظالمونَ على صَيحةٍ مُدوّيةٍ انخَلَعت لها القلوبُ، وكانت الصَّواعقُ المُدمِّرةُ تَنقَضُّ على مَضاربِ تلك القبيلةِ المُجرمة فتَهاوَت القصورُ والمنازلُ، وامتلأت الوِديانُ ناراً..
لَم يَنْجُ أحدٌ سوى سيّدنا صالح والذينَ آمنوا معه.
وهكذا كانت نهايةُ قبيلةِ ثمود.. فلَم تُشرِقْ شمسُ اليومِ الرابع من قَتلِ الناقةِ، إلاّ على خرائبِ أُولئك الظالمين، فأصبَحوا في ديارِهم جاثمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ar7speed
المدير
المدير
ar7speed


المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 05/08/2010

قصة سيدنا ادم عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام   قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالخميس أغسطس 12, 2010 4:40 pm

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwesim.iftopic.com
ar7speed
المدير
المدير
ar7speed


المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 05/08/2010

قصة سيدنا ادم عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام   قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالخميس أغسطس 12, 2010 4:41 pm

ماتقصر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwesim.iftopic.com
فالك طيب
بطل القارة
بطل القارة
فالك طيب


المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 28

قصة سيدنا ادم عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام   قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالخميس أغسطس 12, 2010 11:35 pm

عفوا ماتقصرتو على مروركم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ar7speed
المدير
المدير
ar7speed


المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 05/08/2010

قصة سيدنا ادم عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام   قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالجمعة أغسطس 13, 2010 6:24 pm

العفو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwesim.iftopic.com
فالك طيب
بطل القارة
بطل القارة
فالك طيب


المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 28

قصة سيدنا ادم عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام   قصة سيدنا ادم عليه السلام Icon_minitimeالجمعة أغسطس 13, 2010 8:02 pm

حياك الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة سيدنا ادم عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
WWESIM :: عام :: القسم الاسلامي-
انتقل الى: